وعند هذا الموضوع وقفات لا بد منها، أولاً: ينبغي علينا أن نعلم أن علماءنا عندما كانوا يكتبون ويتحدثون به، ويقررونه رضي الله تعالى عنهم؛ كانوا يتكلمون به على أنه أمر لا يحتاج إلى إيضاح أو شرح، فالناس إنما يتفاضلون بالتقوى، والله تبارك وتعالى أنزل هذا الدين وجعله رحمة للعالمين، وساوى به عز وجل بين الخلق، ولم يجعل بينهم مجالاً للتفاضل إلا بهذا، فهذه بدهيات، لكن في عصرنا الحاضر استجدت أمور تستدعي أن يتحدث عنها، وأن يفصل القول فيها، وأن يبين فضل هذا الدين الحنيف على عموم الإنسانية.
فكثير من الناس؛ وحتى من أبناء المسلمين الآن لا يدركون هذه الحقيقة، ويظنون أن الحرية، والإخاء، والمساواة، وحقوق الإنسان إنما جاءتنا من الغرب، فهذا نرى أن من المهم أن نبدأ بإيضاحه، ونبين نعمة الله تبارك وتعالى على الخلق أجمعين بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم؛ الذي قال فيه ربه تبارك وتعالى: (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ))[الأنبياء:107].